الجمعة , أبريل 19 2024

د. أحمد البصيلي يكتب.. رسالتي إلى كل إنسان أيا كان دينه وانتماؤه.. إنها نفثة مصدور..

لو وجدت أحدهم يرفع راية الشريعة ويتهم الناس بالفسق والضلال والتقصير، ويقدم نفسه أنه حامي الدين الأوحد والأول. فتأكد أنه أول المجرمين وأخطرهم على الإسلام.
وكان عبد الرحمن بن ملجم، الذي قتل الإمام علي، من أكثر الناس صلاة وعبادة وقراءة للقرآن. ولكن لو فسدت العقول فسدت الضمائر.. ولو تخلى القلب عن الرحمة فقد ضاع الدين. حتى لو أقمت الليل تضرعا وخشية.
وأثناء ارتكابه الجريمة كان يهتف بقوة، كما هي الرواية في كتاب البداية والنهاية لابن كثير، على لسان الحسن بن علي، يقول: الحكم لله .. الحكم لله لا لك يا علي!
وعندما سأله الإمام وهو يحتضر : ألم أحسن إليك؟! لم فعلت هذا؟!
فقال المتبجح: والله لقد نقعت سيفي في السم اربعين يوما وسألت الله أن أقتل به شر خلقه فكان أنت!.
وانتهت الخلافة، ليس على يد كفار قريش، ولكن على يد رجل يصوم ويصلي ويتلو القرآن، بسبب المزايدة باسم تطبيق الشريعة.
وعندما أمسكوا به ليقتلوه قال لهم، اقطعوا كل أجزاء جسدي عدا لساني، حتى لا يتوقف عن ذكر الله..! رغم الجريمة البشعة التي ارتكبها إلا أنه لا زال يظن أنه فعلها للتقرب إلى الله.
المشهد يتكرر مئات المرات عبر عشرات القرون.. من يزايد على الناس بكثرة عبادته. بينما قلبه قد امتلأ غلظة وحقدا. وعقله قد امتلأ سوادا وغباء، ويزايد على غيره أنه لا يطبق الشريعة. وفي سبيل ذلك يرتكب أبشع الجرائم. في حين أنه أول الهالكين.
وعلى يد هؤلاء يضيع الدين.. فلماذا لا نعتبر من التاريخ!

عن Mohamed Elwardany

شاهد أيضاً

من لقاءات الساحة.. د. أحمد البصيلي مع: (التنوير في إسقاط التدبير)