الأربعاء , فبراير 12 2025

د.الشحات عزازي يكتب.. (مولانا ابن عطاء الله السكندري)

عن ابن عطاء الله السكندري رضي الله عنه
فـي كتـابـه (( التنوير في إسقاط التدبير))
يتكلم على لسان حال الحضرة الإلهية للعباد:

أيها العبد : ألقِ سمعك وأنت شهيد يأتيك مني
المزيد” وأصغِ بِسمعِ قلبك …… فأنا منك قريب
غيّْر بعيِّد”……… أيها العبد : أنظر نسبة وجودك
من أكواني .. ترى أنك مُتَلاشٍ وفَانِي” فما ظَنُّكَ
بربك الدَائِم الباقي”

أيها العبد : لتشغلك خدمتي عن طلب قسمتي”
وليمنعك حسن الظن بي … عن إتهام ربوبيتي”
أيها العبد: لا ينبغي أن يتهم مُحسِن”….. ولا أن
ينازع مقتدر”.. ولا أن يُعتَرَض على حُكمِ حكيم
ولا أن تحملُ هماً مع لطيف”

أيها العبد: نريد منك أن تريدنا .. ولا تريد معنا”
ونختار لك أن تختارنا ……….. ولا تختار معنا”
ونرضى لك أن ترضانا”……… ولا نرضى لك أن
ترضى سِوَانا”

أيها العبد: كلما سَلّمَتَ لي تدبيِّر أرضي وسمائي”
وانفرادي فيهما بحكمي وقضائي .. سَلِّمْ وجودك
لِـي فَتَسّْلَم …….. ولا تدبر معي فإنك لي ومعي”
واتخذني وكيلاً” وثق بي كفيلاً”… أمنحك عطاء
جزيلاً” وأهِبَّكَ فخراً جليِّلاً”…… وَيحَكَ أنا أجللنَا
قدّرِك أن تشتغل بأمر نفسك”…. فلا تصغر قدرك
يا من رفعناه”….. ولا تَذِّلهَا بِحَوَالتِكَ على غَيّْرِي”
يا من أعززناه”….. وَيحَكَ أنت أجَلُّ عندنا من أن
تَنشغِل بِغيّْرِنا”.. لحضرتي خلقتك واليهَا خطبتك
وبجواذب عنايتي لها جذبتك …… فإن إشتغلت
بنفسك حجبتك”…… وإن إتَّبَعْتَ هَوَاهَا طردتك”

يا مهموماً بنفسه ….. لو ألقيتها إلينا لاسترحت”
ويحك: أعباء التَدبِيِّر ….. لا يحملها إلا الربُوبيَّة”
ولا تقوى عليها البشرية”….. ويحك أنت مُحْمُول
فلا تكن حَامِلاً” ….. أردنا راحتك” فلا تكن مُتعِبَاً
لنفسك”…….. من الذي دَبَّرَكَ في ظلمة الأحشاء”
فأعطاك بعد خَلقِكَ ما تشاء”…… لا ينبغي لك أن
تنازعه فيما يشاء”

أيها العبد: أمرتك بخدمتي”وضَمِنّتُ لك قسمتي”
فأهملت ما أمِرت ………. وشككت فيما ضمنت”
ولم أكتَفِ لك بالضمان حتى أقسمت” ولم أكتفِ
بالقسم حتى مَثّلتْ”…. وخاطبت عباداً يفهمون”
فقلت: {وفي السماء رزقكم وما توعدون” فَوَرَبِّ
السماء والأرض إنه لحقٌ.. مثل ما أنكم تنطقون}
لقد رزقتُ من غفل عني وعصاني”فكيف لا أرزق
من أطاعني ورَعَانِي؟! ….. أأخرجك إلى وجودي
وأمنعك جودي” أأطالبك بحقي.. وأمنعك وجُـود
رزقي” أيها العبد: تَخَيَّر ولا تَتَخَيَّر عليّ”… ووَجِّه
قلبك بالصدق إليّ” فإنك إن تفعل.. إريك غرائب
لطفي” وبدائع وجودي”… وأمَتِّع سِرَّك بشهودي”

أيها العبد : الوقت الذي أنت تستقبله لم أطالبك
فيه بالخدمة”….. فكيف تطالبني فيه بالقُسّْمَة؟!
فإذا كلفَتُكَ تَكَلفْتُ لك”. وإذا استخدمتك أنعمتُ
عليك وأعطيتك”…. واعلم أني لا أنـساك … وإن
نسيتني” وأني ذكرتك قبل أن تذكرني”وأحببتك
مـن قبل أن تتقرَّبَ إليّ وتُحِبَنِي”.. وان رزقي لكَ
دائم وإن عصيتني”فإذا كنت كذلك في إعراضِك
عني”فكيف ترى أن أكون لك .. في إقبالك عليّ”
عبدي ما قَدّرتَنِي حَقّ قَدّرِي .. إن لم تسلم لقهري
ولا رَعيّْتَ حَقَّ برّي …. أن لم تمتثل أمري”… فلا
تُعرِض عني …. فإنك لن تجد مـن تستبدله مني”
ولا تغتَنِي بِغيَّري”…. فلن تجد أحداً يُغنِيِّك عني”
أنا الخالق بقدرتي” وان الباسِطُ لك مِنَّتِي”.. فكما
أنه لا خـالق غيّْرِي ……….. كذلك لا رَزَّاق غَيَّرِي”
أأخلق وأحِيِّل على غيري”وأنا الكريم المتفضل؟!

فَثّق أيها العبد بي .. فأنا ربُّ العباد” واخرج عن
مُرَادُكَ معي … أبَلِّغُكَ عيَّن المُرَاد” واذكر سَوَابِق
لطفي ورحمتي بِك” ولا تنسى حَقَّ الوِدَاد””.!!!!!

#سبحانك ربي ما أرحمك وألطفك وأكرمك#

 

عن Mohamed Elwardany

شاهد أيضاً

من دروس الساحة.. الشيخ أحمد الهجين وشرح قاعدة: هل العبرة بصيغ العقود أو بمعانيها؟