الخميس , أبريل 18 2024

قمت بكتابة أملاكي لبناتي وزوجتي ، ولي أخ وأخت شقيقان، فهل أنا آثم شرعًا فيما فعلته؟

قمت بكتابة أملاكي لبناتي وزوجتي ، ولي أخ وأخت شقيقان . فهل أنا آثم شرعًا فيما فعلته ؟ وهل يرفع الإثم – إن وجد – رضا إخوتي فيما فعلته ؟

الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله وعلي آله وصحبه ومن والاه . وبعد. فتفيد لجنة الفتوى بالآتي:
الإنسان مادام في كامل قواه العقلية , ولم يكن في مرض موته , فقد أطلق الشرع له حرية التصرف في ماله ، طالما كان التصرف مشروعا، فمن وهب ماله كله لبناته وزوجته في حال حياته برضاه، وكان رشيدا بالغا، وتمت الهبة بحيازتها من قبل الموهوب لهم ، فإن هذا التصرف جائز شرعًا ، ولا حرمة فيه ، مالم يقصد الإضرار بورثته بعد موته ، ومنعهم حقهم في ماله .
وعليه: فما فعلته أيها السائل من كتابة كل ما تملكه من مال لزوجتك وأولادك البنات في حال صحتك البدنية والعقلية ، ولم تقصد به حرمان أخيك وأختك من ميراثك بعد وفاتك جائز شرعًا ؛ لأنه هبة نافذة متى توفرت شروطها من القبض والحيازة الشرعية من الموهوب لهم .
وإن قصدت الإضرار بأخيك وأختك فأنت ظالم لهما ؛ لأن هذا من الحيل المحرمة.
قال الإمام بدر الدين العيني الفقيه الحنفي – رحمه الله – : {وَقَدْ نَقَلَ النَّسَفِيُّ الْحَنَفِيُّ فِي الْكَافِي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ قَالَ لَيْسَ مِنْ أَخْلَاقِ الْمُؤْمِنِينَ الْفِرَارُ مِنْ أَحْكَامِ اللَّهِ بِالْحِيَلِ الموصلة إِلَى إبِْطَال الْحق }… هذا إذا كان الحال كما ورد في السؤال .

المصدر: مجمع البحوث الإسلامية

شاهد أيضاً

من لقاءات الساحة.. د. أحمد البصيلي مع: (التنوير في إسقاط التدبير)