السيدة مارية بنت شمعون القبطية
هل مات رسول الله عنها زوجة ؟! أم جارية ؟!.
من الشبهات التى وردت فى حديث الإرهابى عبدالرحيم مع الاعلامى عماد أديب ، وهى 12 شبهة من بينها قضية الاستعباد وسبى النساء !! ،
وادعى زوراً وبهتاناً أن الرسول الأعظم لم يعتق السيدة مارية ومات عنها وهى جارية !!
أولا: بقاء السيدة «مارية» جارية دون زواج يتعارض مع صفة الرسول الأولى وهى تحريره للعبيد والجوارى ، وقد حرر صلى الله عليه وسلم 63 نفساً – وهذا العدد نفس عدد سنوات عمره – ومنهم 3 من زوجاته قبل زواجه منهن ، كما حرر كل عبيده وإمائه ومنهم حاضنته أم أيمن التى ورثها عن أبيه ، وزيد بن حارثة وابنه اسامة بل وولاهما قيادة جيشين لمواجهة خطر الرومان.
ثانياً: ورد فى صحيح الامام البخارى عن عمرو بن الحارث ( رضى الله عنه ) : أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ «لم يترك عند وفاته درهمًا ولا دينًارا ولا عبدًا ولا جارية إلا بغلته البيضاء وسلاحه وأرضاً جعلها صدقة ”
وهذا ينفى بصورة قاطعة أن مارية القبطية كانت جاريته عليه الصلاة والسلام بل كانت زوجه وأماً للمؤمنين.
ثالثاً : لا تتوقف أدلة كون الرسول تزوج من «مارية» عند ذلك، فهناك عدد من الشواهد الأخرى التى تهدم كون أم المؤمنين القبطية «أمة»!! ، أبرز هذه الشواهد : أنه من المفروض لو كانت جارية، أن تكون فى خدمة أحد بيوتات النبى، أو أن تخدم النبى شخصيًا، لكن النبى محمد لم يفعل لا هذا ولا ذاك، بل أنزلها أول الأمر فى ضيافة أحد أصحابه، ثم بعد ذلك ابتنى لها «دويرة» مستقلة فى «العلياء» التى يصفها ابن سعد فى طبقاته بأنها «مكان ذو نبت وماء»، فهى «علياء» بالفعل بالنسبة لجو الصحراء المحيط، وكان الرسول، صلى الله عليه وسلم، يجرى عليها نفقتها كاملة أسوة بباقى نسائه، وسار على عهده باقى خلفائه، فعاشت مستقلة بنفسها كصواحباتها من زوجاته صلى الله عليه وسلم.
بل تميزت السيدة مارية، حسب رواية الفقهاء، بأنها كانت مترفة لا تخدم نفسها، بل ترك الرسول لها خادمها «مابورا»، فكانت لا تملأ الماء ولا تجلب الحطب، ومابورا خادم جاء معها من مصر مع شقيقتها سيرين بنت شمعون ، وقد اسلم الثلاثة عندما عرض عليهم الصحابى الجليل حاطب بن أبى بلتعة الاسلام وهم فى طريقهم من مصر إلى المدينة المنورة.
رابعاً : سرت على «مارية» جميع أحكام أمهات المؤمنات الخاصة بهن، ومنها ضرب الحجاب « وإذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب 53 الأحزاب. » إضافة إلى تحريم زواجها من بعد النبى صلى الله عليه وسلم.
خامساً : كما أنه بفضل السيدة «مارية» كانت مصر البلد الوحيد فى تاريخ الإسلام التى اهتم بها الصحابة بهذا القدر ، وعاملوا المصريين بإكرام امتثالا لحديث أَبِى ذَرٍّ فى صحيح مسلم الذى نقل عن رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قوله: إِنَّكُمْ سَتَفْتَحُونَ مِصْرَ وَهِى أَرْضٌ يُسَمَّى فِيهَا الْقِيرَاطُ فَإِذَا فَتَحْتُمُوهَا فَأَحْسِنُوا إِلَى أَهْلِهَا فَإِنَّ لَهُمْ ذِمَّةً وَرَحِمًا أَوْ قَالَ ذِمَّةً وَصِهْرًا»، كما تم إعفاء قرية «حفن» التى ولدت بها أم المؤمنين من الخراج واهتم بها الصحابة والتابعون، ولما قدم عبادة بن الصامت إلى مصر أيام عمرو بن العاص، بحث عن هذه القرية وبنى مسجدا يعرف للآن باسم مسجد «سيدى عبادة»، وقد تجدد بعد موته، وسميت القرية باسم قرية الشيخ عبادة، ومن هنا يثور السؤال هل تثاب مصر كل هذا الثواب من قبل الصحابة بسبب “جارية”.. مجرد “جارية” لدى الرسول؟؟
فالحكم على «مارية» بأنها «عبدة أو جارية» لم يرد فى مصدرى التشريع «النصوص»، وهى القرآن والسنة، فلا توجد آية تقول بأنها جارية ولا حديث صحيح واضح يعطى دلالة على ذلك، ولكن من قال بكونها «أمة»، عدد من المدونيين وعلماء السير وصلوا لذلك باجتهاداتهم متأثرين بالظروف والنزعات القبلية وإعلاء قيمة العرب من البدو على من دونهم من المصريين والفرس والشوام والترك وغيرها من الأمم التى أعزت الإسلام، فى الفترة التى نمت فيها تدوين العلوم الدينية، ثم سار على سيرهم من جاء بعدهم.
اننا بحاجة شديدة إلى تمحيص الآراء التى وردت فى كتب السير والتاريخ والمشوبة بتشديدات ليست من الدين ولا من الحقيقة فى شيء..
وخلاصة القول :
إن السيدة مارية بنت شمعون زوج الرسول صلى الله عليه وسلم وأم المؤمنين وأم ابنه إبراهيم لم تكن جارية بل أعتقها رسول الله صلى الله عليه وسلم وتزوجها ،
وهى المقصود من قوله استوصو بقبط مصر فإن لى فيهم نسباً وصهراً.
بل ونزل صدر سورة التحريم فى شأنها. وانتقل صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى وهو عنها راضٍ ، وقد ماتت بعد موته بخمس سنوات فى عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضى الله عنه.