المَلَائِكَةُ في الإسلام – عزيزي القارئ – هم أجسام لطيفة نورانية يمكنها التشكل بأشكال حسنة فقط، فهم خلقٌ خلقهم الله من نور، وهم مربوبون مسخّرون، وعباد مُكرمون، لا يوصفون بالذكورة ولا الأنوثة، فمن وصفهم بالذكورة فقد فسق، ومن وصفهم بالأنوثة فقد كفر، ومن وصفهم بالخنوثة فهو أشد كفرا.. وهم أيضا لا يأكلون، ولا يشربون، ولا يتناكحون، ولا يملّون، ولا يتعبون، إنهم لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يُؤمرون، ولا يعلم عددهم إلا الله.
هذا.. وقد ذكرَ الله – تعالى- الملائكةَ في القرآن الكريم بسياقات متعدّدة؛ فتارةً تُذكَر مقرونةً باسمه -سبحانه- كما في قوله: (شَهِدَ اللَّـهُ أَنَّهُ لَا إِلَـهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَـهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)، وتارة باتّصالها بصَلاته -سبحانه- على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وكذلك على المؤمنين: (هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا)، وتارة أخرى بإضافتها إلى الله في مواضع التشريف. كما ذُكِرت في بيان وظائفها، كحَملهم للعَرش، قال -تعالى-: (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا). وذُكِرت أيضاً مُرتبِطةً بصفاتهم من طهارة، وعُلوّ، وعدم فتور عن عبادة الله، وغيرها من الصفات، كما جاء في قوله -تعالى-: (إِنَّ الَّذينَ عِندَ رَبِّكَ لا يَستَكبِرونَ عَن عِبادَتِهِ وَيُسَبِّحونَهُ وَلَهُ يَسجُدونَ). أمّا بالنسبة إلى عدد الملائكة فهو أمر غير معلوم، إلّا أنّ المعلوم أنّ عددهم كبيرٌ جدّاً، ومن أبرز الأدلّة على ذلك ما رُوِي عن حكيم بن حزام عن النبي -صلّى الله عليه وآله وسلّم- أنّه قال: (أتَسْمَعُونَ ما أَسْمَعُ؟ قالوا: ما نَسْمَعُ من شيءٍ، قال: إنِّي لأَسْمَعُ أَطِيطَ السَّماءِ، وما تُلامُ أنْ تَئِطَّ، وما فيها مَوْضِعُ شبرٍ إلَّا وعليهِ مَلَكٌ ساجِدٌ أوْ قائِمٌ)..
إن الملائكة – أيها القارئ الكريم – هم الرسل بين الله وبين رسله وأنبيائه، وهم أمة قائمة بنفسها، ويجب الإيمان بهم إيماناً جازماً بلا شك ولا ريب؛ لما ورد عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حينما سُئِلَ عن الإيمان: “تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله“، فمن لم يؤمن بوجودهم فقد أسقط ركناً من أركان الإيمان الستة، لقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا ١٣٦﴾
ويذكر البيهقي في “شُعَب الإيمان” أن الإيمان بالملائكة يتضمن التصديق بوجودهم، وإنزالهم منازلهم، وإثبات أنهم عباد الله وخلقه كالإنس والجن، فهم مأمورون مكلفون لا يقدرون إلا ما أقدرهم الله عليه، والموت عليهم جائز، ولكن الله جعل لهم أمداً بعيداً فلا يتوفاهم حتى يبلغوه، ولا يوصفون بشيء يؤدي وصفهم به إلى إشراكهم بالله. ولا يُدْعَوْنَ آلهة كما دعتهم الأوائل. والاعتراف بأن منهم رسلاً يرسلهم الله إلى من يشاء من البشر، وقد يجوز أن يرسل بعضهم إلى بعض، ويتبع ذلك الاعتراف بأن منهم حملة العرش، ومنهم الصافون، ومنهم خزنة الجنة ومنهم خزنة النار، ومنهم كتبة الأعمال ومنهم الذين يسوقون السحاب فقد ورد القرآن بذلك كله أو بأكثره.
وأوَدُّ أن ألفت نظر القارئ الكريم إلى إن الإيمان بالملائكة يتضمن أربعة أمور:
الأول: الإيمان بوجودهم. الثاني: الإيمان بمن عُلم اسمه منهم تفصيلا.. “كجبريل” عليه السلام.. ومن لم يُعلم أسماءهم يُؤمن بهم إجمالاً. الثالث: الإيمان بما عُلم من صفاتهم. الرابع: الإيمان بما عُلم من أعمالهم التي يقومون بها بأمر الله تعالى؛ كتسبيحه، والتعبد له ليلاً ونهارًا بدون ملل، ولا فُتُور.
وهناك عدة واجبات – عزيزي القارئ – يجب على المسلم أن يفعلها تجاه الملائكة، أولها عدم إيذاء الملائكة، سواء بالسب أو بعيبهم، والبعد عن الذنوب والمعاصي، لأنها تؤذي الملائكة، فلذلك هي لا تدخل بيت فيه كلب أو صورة “مجسمة لها ظل”، كما يجب موالاة الملائكة كلهم، أي لا يفرق بين ملك وآخر، فلا يوالي هذا ويعادي ذاك لسبب ما، كما فعلت اليهود التي والت ميكائيل وعادت جبريل.
وعليه؛ فالملائكة – أيها القارئ الكريم – خلق كثير لا يعلم عددهم إلا الله، وهم كثيرون جداً، وهناك أمثلة دلت على كثرتهم، ففي كل يوم يحج سبعون ألفاً للبيت المعمور ولا يعودون إليه، وهناك 4,900,000,000 ملك فقط لجر النار يوم القيامة لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: “يؤتى بجهنم يوم القيامة يومئذ لها سبعون ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها”، كما أن لكل نطفة ملكا موكل بها، ولكل إنسان ملكين يكتبان أعماله، وملائكة تحفظه، إلى غير ذلك.. وهذا مِمَّا يدل على كثرتهم.
أما عن (وظائف الملائكة) – عزيزي القارئ – فهي تنقسم لأربعة أقسام، وذلك على النحو التالي: (أعمالهم مع الناس عامة، وأعمالهم مع المؤمنين والصالحين خاصة، وأعمالهم مع الكفرة والفساق والعصاة خاصة، وأعمالهم مع بقية المخلوقات من غير البشر).
أما عن وظائفهم تجاه الناس عامة؛ فهم لهم دور في تكوين الإنسان، فعن أبي ذر الغفاري أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: “إذا مر بالنطفة ثنتان وأربعون ليلة بعث الله إليها ملكاً، فصورها، وخلق سمعها وبصرها، وجلدها ولحمها وعظامها، ثم قال: أي رب: أذكر أم أنثى؟ فيقضي ربك ما يشاء ويكتب الملك”. وهناك ملائكة موكلة بحراسة ابن آدم. قال الله: ﴿لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ﴾. وقد بين المفسرون أن المعقبات هي الملائكة.
وقد وُكِّل الملائكة أيضاً بأن يكونوا سفراء ورسل الله لرسله وأنبيائه، واختص بهذه المهمة جبريل. ولكن ليس كل من أتاه ملك فهو نبي؛ فقد أُرسل جبريل لمريم، ولأم إسماعيل عندما نفد منها الطعام والماء. ومن مهام الملائكة تحريك بواعث الخير في نفوس العباد، فكل إنسان وُكِّل به قرين من الملائكة وقرين من الجن، الأول يأمره بالخير ويرغبه فيه، والآخر يأمره بالشر ويرغبه فيه. قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: “ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن وقرينه من الملائكة”.
ومن مهام الملائكة أيضا: تسجيل صالح أعمال بني آدم وسيئها. فكل إنسان وُكل به ملكين، حاضرين لا يفارقانه يحصيان عليه أعماله وأقواله. قال تعالى: ﴿إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ ١٧ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ١٨﴾. ومن مهام الملائكة ابتلاء (اختبار) بني آدم، فعن أبي هريرة أن الرسول قال: “إن ثلاثة في بني إسرائيل أبرص وأقرع وأعمى، بدا لله أن يبتليهم فبعث إليهم ملكا، فأتى الأبرص فقال: أي شيء أحب إليك؟ قال: لون حسن وجلد حسن قد قذرني الناس، قال: فمسحه فذهب عنه فأعطي لونا حسنا وجلدا حسنا، فقال: أي المال أحب إليك؟ قال: الإبل أو قال البقر هو شك في ذلك إن الأبرص والأقرع قال أحدهما الإبل وقال الآخر البقر فأعطي ناقة عشراء، فقال: يبارك لك فيها. وأتى الأقرع فقال: أي شيء أحب إليك؟ قال: شعر حسن ويذهب عني هذا قد قذرني الناس، قال: فمسحه فذهب وأعطي شعرا حسنا، قال: فأي المال أحب إليك؟ قال البقر قال: فأعطاه بقرة حاملا، وقال: يبارك لك فيها. وأتى الأعمى فقال: أي شيء أحب إليك، قال: يرد الله إلي بصري فأبصر به الناس، قال فمسحه فرد الله إليه بصره، قال: فأي المال أحب إليك؟ قال: الغنم فأعطاه شاة والدا، فأنتج هذان وَوَلَّدَ هذا، فكان لهذا واد من إبل، ولهذا واد من بقر، ولهذا واد من غنم، ثم إنه أتى الأبرص في صورته وهيئته، فقال: رجل مسكين تقطعت بي الحبال في سفري فلا بلاغ اليوم إلا بالله ثم بك، أسألك بالذي أعطاك اللون الحسن والجلد الحسن والمال، بعيراً أتبلغ عليه في سفري، فقال: له إن الحقوق كثيرة، فقال له: كأني أعرفك ألم تكن أبرص يقذرك الناس فقيرا فأعطاك الله، فقال: لقد ورثت لكابر عن كابر، فقال: إن كنت كاذباً فصيرك الله إلى ما كنت. وأتى الأقرع في صورته وهيئته، فقال: له مثل ما قال لهذا، فرد عليه مثل ما رد عليه هذا، فقال: إن كنت كاذباً فصيرك الله إلى ما كنت. وأتى الأعمى في صورته، فقال: رجل مسكين وابن سبيل وتقطعت بي الحبال في سفري فلا بلاغ اليوم إلا بالله ثم بك، أسألك بالذي رد عليك بصرك، شاة أتبلغ بها في سفري، فقال: قد كنت أعمى فرد الله بصري، وفقيراً فقد أغناني، فخذ ما شئت فوالله لا أجهدك اليوم بشيء أخذته لله، فقال: أمسك مالك فإنما ابتليتم فقد رضي الله عنك وسخط على صاحبيك”.!!
ومن مهام الملائكة: نزع أرواح العباد عندما تنتهي آجالهم، فقد اختص الله بعض ملائكته بنزع أرواح العباد، قال تعالى: ﴿قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُون﴾، وهم أكثر من ملك، وتنزع أرواح الكفرة والمجرمين نزعاً شديداً، بينما تنزع أرواح المؤمنين نزعاً رفيقاً وتبشرهم عند النزع.
كما أن هناك عدة أدوار واجبة على الملائكة “تجاه المؤمنين“، ومكلفون بها، أولها محبتهم للمؤمنين الذين يحبهم الله، فعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: “إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَبْدَ نَادَى جِبْرِيلَ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحْبِبْهُ فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ فَيُنَادِي جِبْرِيلُ فِي أَهْلِ السَّمَاءِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبُّوهُ فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي الْأَرْضِ”. ومن مهامهم تجاه المؤمنين تسديد المؤمنين، والصلاة على المؤمنين، وهناك عدة أعمال تكون سببا في أن تصلي الملائكة على صاحبها، مثل معلم الناس الخير، والذين ينتظرون صلاة الجماعة، والذين يصلون في الصف الأول، والذين يسدون الفرج بين الصفوف، والذين يتسحرون، والذين يصلون على النبي، والذين يعودون المرضى. ومن مهامهم أيضا التأمين على دعاء المؤمنين، فعن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: “لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير فإن الملائكة يؤَمِّنُونَ على ما تقولون”. ومن مهامهم استغفارهم للمؤمنين، وشهودهم مجالس العلم وحلق الذكر وحفهم أهلها بأجنحتهم، وتسجيلهم الذين يحضرون الجمعة، فعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: “إذا كان يوم الجمعة وقفت الملائكة على باب المسجد يكتبون الأول فالأول فإذا خرج الإمام طووا صحفهم ويستمعون الذكر”. ومن مهامهم تعاقبهم في المؤمنين وتنزلهم عندما يقرؤون القرآن، وتبليغ الرسول عن أمته السلام، وتبشيرهم المؤمنين، ومقاتلتهم مع المؤمنين وتثبيتهم في حروبهم، عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: “هذا جبريل آخذ برأس فرسه عليه أداة حرب”. ومن مهامهم حمايتهم للرسول صلوات الله عليه وسلامه، ونصرتهم لصالحي العباد وتفريج كربهم. وشهودهم لجنازة الصالحين، وإظلالهم للشهيد بأجنحتهم. ومن مهامهم حمايتهم للمدينة ومكة من الدجال، حيث قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: “على أنقاب المدينة ملائكة، لا يدخلها الطاعون ولا الدجال“.
أما عن دور الملائكة تجاه “الكفار والفساق”، فإن هناك بضعة مهام تؤديها الملائكة تجاه الكفار، أبرزها إنزال العذاب بهم، كإهلاك قوم لوط، ولعن الكفرة، قال الله: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ﴾، وقد تلعن الملائكة بعض من فعلوا ذنوباً معينة حتى لو كانوا مسلمين، مثل المرأة التي لا تستجيب لزوجها، والذي يشير لأخيه بحديدة، ومن سب الصحابة..
كما أن هناك ملائكة – عزيزي القارئ – وعددهم ثمانية، موكلون بحمل العرش، قال تعالى: ﴿وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَة﴾. وللجبال ملك موكل بها، وللقطر والنبات ملك موكل بهما، ويُظن أنه ميكائيل. وللسحاب ملك موكل بها وهو الرعد، حيث قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: “الرعد ملك من الملائكة موكل بالسحاب معه مخاريق من نار، يسوق بها السحاب حيث شاء الله“..
أما عن أسماء الملائكة – أيها القارئ الكريم – والتي وردتنا في نصوص الشرع الشريف؛ فهي كالآتي:
- جبريل: وقد ذُكر أكثر من مرة في القرآن باسمه صراحة أو باسم الروح، وهو الملك المتكفل بالوحي، وله مكانة رفيعة عند الله، فقد أرسله الله لأنبيائه ورسله ليبلغهم الوحي، ولا تقتصر مهمته على تبليغ الوحي، فقد كان ينزل في ليالي رمضان ليدارس النبي صلى الله عليه وآله وسلم القرآن. وقد أمّه صلاةً ليعلمه كيف يؤدي الصلاة، ورقاه، وحارب معه في غزوة بدر وغزوة الخندق.
- ميكائيل: وقد ذكر في القرآن باسمه صراحة، وهو الملك الموكل بالمطر والنبات.
- إسرافيل: وهو الملك الذي ينفخ في الصور عند قرب القيامة بحسب ما ذكر في الحديث، وكان هؤلاء الثلاثة (جبريل وميكائيل وإسرافيل) يستفتح بهم النبي محمد صلاته في الليل ويذكرهم في دعائه: “اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل….”.
- مالك: خازن النار وجاء اسمه صريحاً في القرآن ﴿وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ ٧٧﴾.
- رضوان: خازن الجنة وجاء اسمه صريحاً في بعض الأحاديث.
- منكر ونكير: وهما ملكان موكلان بسؤال الإنسان عند موته في قبره عن دينه وإلهه ونبيه، وقد ذكر اسمهيما صريحاً في بعض الأحاديث.
- هاروت وماروت: ملكان ذُكر اسمهما في القرآن، وأنهما نزلا بأرض بابل. ﴿وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ١٠٢﴾.[57]
- ملك الموت: وهو الملك الموكل بنزع أرواح العباد، لم يذكر اسمه صراحة بالقرآن والسنة، وجاء فيهما ذكر اسم “ملك الموت”.. ﴿قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ ١١﴾.
- حملة العرش: وهم ملائكة موكلون بحمل العرش وعددهم ثمانية، وجاء ذكرهم في القرآن. ﴿وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ ١٧﴾.
- الرعد: هو ملك موكل بالسحاب، معه مخاريق من نار يسوقها حيث شاء الله كما ذُكر سابقا في بعض الأحاديث.
- ملك الجبال: وهو ملك موكل بالجبال، وذُكرت له قصة مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو راجع من الطائف بعدما اعتدى عليه أهلها..
- الزبانية: وهم خزنة جهنم، وهم من الملائكة. جاء ذكرهم في القرآن : ﴿سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ ١٨﴾. وعددهم تسعة عشر ﴿عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَر﴾.